فِي زَمَنٍ باتَتْ فِيهِ الشاشاتُ نَوافِذُ العالَمِ، وَالإِنْتَرْنِت بَوّابَةُ العُبُورِ نَحْوَ الأَسْواقِ وَالمُسْتَهْلِكِينَ، أَصْبَحَ المَوْقِعُ الإلكترونِيُّ هُوَ الواجِهَةُ الحَقِيقِيَّةُ لِأَيِّ نَشاطٍ تِجارِيٍّ، بَلْ هُوَ المَعْرِضُ الرَقْمِيُّ الَّذِي يَعْكِسُ هُوِيَّةَ المُؤَسَّسَةِ، وَيُجَسِّدُ رِسالَتَها وَاِحْتِرافِيَّتَها أَمامَ جُمْهُورِها.
لَمْ يَعُدْ السُؤالُ اليَوْمَ "هَلْ أَحْتاجُ إِلَى مَوْقِعٍ إلكترونِيٍّ؟"، بَلْ أَصْبَحَ "كَيْفَ يُمْكِنُنِي المُنافَسَةُ وَالاِسْتِمْرارُ بِدُونِ مَوْقِعٍ إلكترونِيٍّ؟". فَالمَوْقِعُ لَمْ يَعُدْ تَرَفاً أَوْ وَسِيلَةً دِعائِيَّةً فَحَسْبُ، بَلْ أَداةٌ اِسْتراتِيجِيَّةٌ تُسْهِمُ فِي نُمُوِّ النَشاطِ التِجارِيِّ، وَتُعَزِّزُ حُضُورَهُ، وَتُوَسِّعُ مِنْ آفاقِهِ.
-1المَوْقِعُ الإلكترونِيُّ هُوَ عُنْوانُكَ التِجارِيُّ فِي العَصْرِ الرَقْمِيِّ
كَما لا يُمْكِنُ لِأَيِّ مُؤَسَّسَةٍ أَنْ تُباشِرَ أَعْمالَها دُونَ مَقَرٍّ أَوْ عُنْوانٍ، لا يُمْكِنُ لَها كَذٰلِكَ أَنْ تُحَقِّقَ حُضُوراً رَقْمِيّاً دُونَ مَوْقِعٍ إلكترونِيٍّ. فَالمَوْقِعُ يُعِدُّ البَوّابَةَ الأُولَى الَّتِي يَطْرُقُها العُمَلاءُ لِاِكْتِشافِ خَدَماتِكَ، وَالتَعَرُّفِ عَلَى عَلامَتِكَ، وَالتَفاعُلِ مَعَ مُنْتَجاتِكَ.
وَكُلَّما كانَ المَوْقِعُ اِحْتِرافِيّاً، مُنَظَّماً، وَسَهُلَ الاِسْتِخْدامَ، كانَ أَبْلَغَ فِي التَعْبِيرِ عَنْ ثِقَةِ شَرِكَتِكَ وَقِيَمِها.
-2الوُصُولُ إِلَى جُمْهُورٍ أَوْسَعَ دُونَ قُيُودٍ جُغْرافِيَّةٍ
المَوْقِعُ الإلكترونِيُّ يُحَرِّرُكَ مِنْ حُدُودِ الزَمانِ وَالمَكانِ. فَبَيْنَما تُقَيِّدُكَ المَتاجِرُ الفِعْلِيَّةُ بِالجُغْرافْيا، يَفْتَحُ لَكَ المَوْقِعُ آفاقَ الوُصُولِ إِلَى عُمَلاءَ فِي مُخْتَلِفِ المُدُنِ، بَلْ فِي دُوَلٍ أُخْرَى، دُونَ الحاجَةِ إِلَى وُجُودِ فِعْلِي فِي تِلْكَ المَواقِعِ.
بِضَغْطَةِ زِرٍّ، يُمْكِنُ لِعَمِيلٍ مِنْ الرِياضِ، أَوْ جِدَّةٍ، أَوْ حَتَّى مِنْ خارِجِ المَمْلَكَةِ، أَنْ يَطَّلِعَ عَلَى خَدَماتِكَ، وَيَتَواصَلَ مَعَكَ بِسُهُولَةٍ.
-3 بِناءُ الثِقَةِ وَالمِصْداقِيَّةِ
فِي عالَمٍ تَتَكاثَرُ فِيهِ الخِياراتُ، وَتَتَسارَعُ فِيهِ المُنافَسَةُ، يَبْحَثُ العُمَلاءُ عَنْ ما يَثْبِتُ لَهُمْ اِحْتِرافِيَّةَ مَنْ يَتَعامَلُونَ مَعَهُ. وُجُودُ مَوْقِعٍ إلكترونِيٍّ مُنَظَّمٍ، حَدِيثٍ، وَمَلِيءٌ بِالمُحْتَوَى الدَقِيقِ، يُضْفِي عَلَى شَرِكَتِكَ هالَةً مِنْ المِصْداقِيَّةِ، وَيُعَزِّزُ ثِقَةَ العُمَلاءِ بِكَ.
كَما أَنَّ وُجُودَ صَفْحَةِ "مَنْ نَحْنُ"، وَشَهاداتُ العُمَلاءِ، وَنَماذِجُ الأَعْمالِ السابِقَةُ، يَتْرُكُ اِنْطِباعاً قَوِيّاً لَدَى الزائِرِينَ.
-4 مِنَصَّةٌ لِلتَسْوِيقِ الرَقْمِيِّ وَتَعْزِيزُ الظُهُورِ
وُجُودُكَ عَلَى الإِنْتَرْنِت عَبْرَ مَوْقِعِكَ يُعَدُّ نُقْطَةَ الاِنْطِلاقِ لِتَطْبِيقِ اِسْتراتِيجِيّاتِ التَسْوِيقِ الرَقْمِيِّ مِثْلَ:
• تَحْسِينُ مُحَرِّكاتِ البَحْثِ (SEO)
• الحَمَلاتُ الإِعْلانِيَّةُ عَبْرَ Google وَوَسائِلُ التَواصُلِ
• التَسْوِيقُ عَبْرَ البَرِيدِ الإلكترونِيِّ
• جَمْعُ وَتَحْلِيلُ بَياناتِ الزُوّارِ
كُلُّ هٰذا يُتِيحُ لَكَ فَهْمَ جُمْهُورِكَ بِشَكْلٍ أَعْمَقَ، وَتَقْدِيمُ عُرُوضٍ مُخَصَّصَةٍ تَزِيدُ فُرَصَ التَحْوِيلِ وَالبَيْعِ.
-5 زِيادَةُ المَبِيعاتِ وَتَحْقِيقُ أَرْباحٍ مُسْتَدامَةٍ
سَواءٌ كُنْتِ تَبِيعُ مُنْتَجاتٍ، أَوْ تُقَدِّمُ خَدَماتٍ، أَوْ حَتَّى تَسْعَى إِلَى نَشْرِ مُحْتَوَى تَثْقِيفِي أَوْ إِرْشادِي، فَإِنَّ المَوْقِعَ يُعَدُّ قَناةً فَعّالَةً لِزِيادَةِ المَبِيعاتِ وَتَحْقِيقِ الأَرْباحِ. مِنْ خِلالِ نَماذِجِ الطَلَبِ الإلكترونِيِّ، وَالدَفْعِ الآمِنِ، يُمْكِنُكَ تَحْوِيلُ الزِياراتِ إِلَى عَمَلِيّاتٍ تِجارِيَّةٍ ناجِحَةٍ دُونَ تَدَخُّلٍ بَشَرِيٍّ.
-6 تَقْدِيمُ خِدْمَةِ عُمَلاءَ اِحْتِرافِيَّةٍ
عَبْرَ المَوْقِعِ يُمْكِنُكَ تَوْفِيرُ إِجاباتٍ سَرِيعَةٍ لِأَسْئِلَةِ العُمَلاءِ، مِنْ خِلالِ صَفَحاتِ الأَسْئِلَةِ الشائِعَةِ، أَوْ نَماذِجِ التَواصُلِ، أَوْ حَتَّى الدَرْدَشَةِ الآلِيَّةِ. وَهٰذا يُعَزِّزُ مِنْ تَجْرِبَةِ العَمِيلِ، وَيُوَفِّرُ الوَقْتَ وَالجُهْدَ عَلَى فَرِيقِ الدَعْمِ لَدَيْكَ.
-7جَمْعُ البَياناتِ وَتَحْلِيلُ السُلُوكِ
المَوْقِعُ يُتِيحُ لَكَ أَدَواتِ تَحْلِيلِ سُلُوكِ المُسْتَخْدِمِينَ، مِمّا يُساعِدُكَ عَلَى مَعْرِفَةِ الصَفَحاتِ الأَكْثَرِ زِيارَةً، وَالمُنْتَجاتِ الأَكْثَرِ اِهْتِماماً، وَمَصادِرُ الزِياراتِ، مِمّا يَمْنَحُكَ مَعْلُوماتٍ اِسْتراتِيجِيَّةً لِتَحْسِينِ الأَداءِ وَاِتِّخاذِ قَراراتٍ مَدْرُوسَةٍ.
-8 تَعْزِيزُ حُضُورِ عَلامَتِكَ التِجارِيَّةِ
مِنْ خِلالِ المَوْقِعِ يُمْكِنُكَ سَرْدُ قِصَّةِ عَلامَتِكَ، إِبْرازُ رِسالَتِكَ، اِخْتِيارُ الأَلْوانِ الَّتِي تُعَبِّرُ عَنْكَ، وَخَلْقِ هُوِيَّةٍ بَصَرِيَّةٍ وَصَوْتِيَّةٍ مُتَمَيِّزَةٍ تَتَرَسَّخُ فِي أَذْهانِ الزُوّارِ، مِمّا يَجْعَلُ اِسْمَكَ أَكْثَرَ رُسُوخاً وَاِنْتِشاراً.
خاتِمَةٌ
فِي عالَمٍ لا يَتَوَقَّفُ عَنْ التَحَوُّلِ، وَتِقْنِيَّةٌ لا تَعْرِفُ حُدُوداً، باتَ اِمْتِلاكُ مَوْقِعٍ إلكترونِيٍّ مُتَكامِلٍ ضَرُورَةً وَجَوْدِيَّةٍ لِكُلِّ نَشاطٍ تِجارِيٍّ، لا تَرَفا مُؤَجَّلاً. وَمِنْ خِلالِ بِناءِ مَوْقِعٍ إلكترونِيٍّ اِحْتِرافِيٍّ، تَكُونُ قَدْ وَضَعَتْ حَجَرَ الأَساسِ لِحُضُورٍ رَقْمِيٍّ فَعّالٍ، يُواكِبُ العَصْرَ، وَيَسْتَشْرِفُ المُسْتَقْبَلَ.
اِبْدَأْ اليَوْمَ، وَكُنْ فِي المُقَدِّمَةِ، فَالعالَمُ الرَقْمِيُّ لا يَنْتَظِرُ أَحَداً، وَالفُرَصُ لا تَمْنَحُ، بَلْ تَصْنَعُ.